لا تفكر ولا تبحث ولا تسأل
مرادف لا اسمع، لا أرى ولا أتكلم
بعد أن تحققت المكاسب النقابية وبعد أن حصل كل مناضل كان صغيرا أو كبيرا على نصيبه في التركة، تبدل كل شيء حولهم وأصبح همهم الكبير الحفاظ على المنصب مهما كلفه الأمر... إلى درجة أصبح ذلك يقلق مضجعهم...
والدليل على صحة ما أقول الخطابات التي يروجنها في الميدان والصفة التي يتحدثون بها...
فمن الأكيد أن صفة النقابي قد غابت بالمرة وبدون شك في ما أقول... فالمنصب الإداري أغلى وأفضل من التمثلية النقابية التي لا تسمن ولا تغني من جوع... فالصفة الطاغية والجاثمة على قلوبهم هي. أنا الشاف وأنا الإدارة...
أما الخطابات التي يروجنها من مثل: كفاك من التفكير وطرح الأسئلة... نفذ وحسب وحقق النتائج بالطرق التي أمليها عليك.
لا تفكر فأنت غير موجود... باركا من الفلسفة.
وعن سؤالك لماذا؟
يكون الجواب: انك تتقاضى أجرا على وكيل قرض مكلف بإعطاء الديون واستردادها فحسب وحسب عقد العمل... وأما التفكير في الاستراتيجيات وإيجاد الأفكار الملائمة للتطبيق فيوجد في الإدارة المركزية من هم أدرى بذلك، وذلك مهمتهم يتقاضون عليها أجورا خيالية وهم جالسون في مكاتب فاخرة ومكيفة...
فلماذا نفكر لهم نحن؟ من نكون حتى نؤدي دورا غير دورنا...
"خليونا نمشيو الأمور ديالنا وانتهنوا من صداع الرأس... اشبتي أنت شي حقيقة ولا شي الواقع...
هاد شي راه مايدوم وفي نهاية المطاف غادي يوقف... سير شوف في حالك ادير خدمتك.
مثل هذه الخطابات قد سمعه الكثير منا بطرق مختلفة وأساليب متنوعة وفي فترات متباعدة... أليس كذلك؟
إن مثل هذه الخطابات وما تحمل في طياتها من فقدان الثقة والمعنويات والخوف على فقدان المناصب... نرى فيها نحن جانبا آخر يتعلق بإسكات قاعدة الميدان وقهرها والضغط عليها لتكون آلة للإنتاج فقط مثل الروبوتات... الم تعلموا أنها – بهذه الطريقة- سوف تنتج فقط المتأخرات.
نحن هنا في هذا الفضاء الحر والمستقل نريد أن نكسر حاجز الخوف بداخلنا، ونطفئ غضبنا ونفك على أنفسنا الضغوطات التي سوف تنفجر طال الزمن أم قصر...
وحبا وعشقا في جمعياتنا التي عملنا فيها وتربينا فيها... نعلن أننا ضد الانتهازيين والاستغلاليين كيفما كانت رتبهم ودرجاتهم...
فكونوا معنا لنحارب هذه الفئات عديمة الضمير.
واعلموا أن صوتكم مسموع ويزلزل تحت أقدام البعض... لكن سكوتكم وصمتكم يعني الموافقة والرضا ضمنيا وعلانية... والصمت مثل العمى قد يؤدي إلى الوقوع في الهوة مباشرة...
فلو كان الحمار يتكلم لما رضي بوضع البردعة على ظهره... مع كامل احتراماتي للجميع.
هذا الموضوع للنقاش.
وشكرا