من نحن؟ ولماذا هذا الموقع؟

الجواب بسيط جدا. نحن مجموعة من مستخدمي جمعيات القروض الصغرى المغاربة الذين لم يعد لهم أي صبر على تقبل الإهانة و الظلم و التهميش.
أما الموقع فهو فضاء لجميع الزملاء الذين لا يستطيعون حاليا أن يعبروا وبكل حرية عن رأيهم وأن يطرحوا مشاكلهم للنقاش، حتى يتم إيجاد الحلول المناسبة لها بما يخدم ليس مستخدمي قطاع القروض فقط، وإنما المواطن كذلك.
فلا جرم إذا قلنا بأنه بسبب المشاكل الكثيرة المتراكمة ومختلف الضغوطات، يكون المواطن في بعض الأحيان ضحية لتفريغ ما يعتمل في الصدور التي ضاقت ذرعا بالوعود الكاذبة و الإشاعات التنويمية، لدرجة أن حتى أفراد الأسرة من زوجة و أبناء لا يسلمون في بعض الأحيان من الغضب و التذمر.
لقد تأكد لنا بعد طول عمل في مجال القروض الصغرى، بأن هناك توصيات معينة من أشخاص معينين بأن لا تتحسن أوضاع قاعدة المستخدمين وقاعدة الزبناء أبدا، لأن ذلك يضمن تحكما أقوى في مسار القضايا والقرارات المتخذة. إذ طالما بقي المستخدمين والزبناء يطلون عتبة الفقر والاحتياج، كلما سهل التحكم فيهم و في قراراتهم التي يجب أن تتخذ تطبيقا لما ينص عليه القانون، و ذلك عن طريق التهديد تارة و تارة أخرى عن طريق شراء الذمم. لهذا يلاحظ الجميع بأن أي خطاب يتحدث عن تحسين وضعية القطاع بأكمله والنهوض به، هو في مجمل القول مجرد شعارات فارغة لذر الرماد في العيون و تبرير ما يصرف من نفقات تذهب أغلبها للحسابات الخاصة.
نحن لا نطلق هذا الموقع فقط بسبب الزيادات والمكافآت الفائتة و ما شابهها من خروقات. كما أننا لسنا مستخدمين غير مستفيدين من هذه الزيادات، ولسنا من الذين أرادوا أن ينتقموا لأنفسهم بهذه الطريقة. إننا نطلق هذا الموقع اقتناعا منا بأن السكوت لن يستفيد منه سوى أولائك الذين يعبثون بمصالح مؤسسات القروض الصغرى وبأهدافها الاجتماعية النبيلة التي أسست من أجلها.
ربما نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، التفكر في هذه المسألة ليس كأفراد مستقلين بذاتهم متفرقين ومشتتين، و لكن كعائلة واحدة لا يقبل أي فرد من أفرادها أن يتعرض للضرر من طرف الآخرين.
إن الفساد الذي كان مستشريا في هذه السنوات الأخيرة داخل الإدارات المركزية والجهوية والفرعية لهذه الجمعيات، ازداد استفحالا بسبب غياب ذوي النيات الحسنة، المحبون للحق و العدل، الرافضون للظلم و الطغيان. و كلما جاء مدير جديد عام أو جهوي أوفرعي يستبشر المستخدمون في أول وهلة خيرا و يعدون أنفسهم بأن الأمور ستتحسن و تتطور لما فيه الخير لهم وحتى للزبناء. و لكن يسقط في أيديهم بعد بضعة أشهر، و يتبخر الأمل مثلما يتبخر السراب.
هذه هي مشكلة المستخدمين بهذه الجمعيات. دائما يعتقدون بأن مديرا جديدا يمكن أن يحل مشاكلهم وبضربة سحرية يستطيع إحداث التغيير المنشود، في حين أن المدير هو مجرد موظف سامي يتلقى هو الآخر أجرا خياليا نابعا من عروق الطبقات الفقيرة، ويتلقى هو الاخر أوامر محددة ومخططا مرسوما لا يمكن أن يحيد عنه، دون أن يترك بعض الريشات.
لن نضع بعد اليوم أيدينا على خدنا و نتحسر على حظنا العاثر. و لن نسكت بعد اليوم عن الظلم الذي من المفروض أن نحاربه، فإذا بنا نجده داخل ثيابنا. إذا كان هناك من يخاف من تحسين وضعية القطاع و حماية مستخدميه من أي شطط أو تسلط عليهم، فلن يكونوا سوى أولائك اللصوص الكبار الذين يتحكمون ليس في الإدارة وحدها و لكن في القطاع أيضا.
فعندما لا تستطيع الضرب على أيدي من يخربون قطاع عملك وبلادك، و ينهبون خيراته، لا يمكنك سوى أن تنزوي و تنظر إلى أبنائك، و أنت تحاول أن تجد مبررا واحدا يقنعك بأن تحتفظ بهم داخل هذا الوطن، الذي تحس فيه بأنك مجرد أجنبي يحمل بطاقة إقامة كأي أجنبي.
ليكن إذن هذا الموقع المتواضع، فضاء لنا جميعا لتبادل الرأي و المعلومات والتعريف بمشاكلنا و همومنا. فعندما يتحدثون عن أسرة مستخدمي قطاع القروض الصغرى والتمويلات الأصغر، يظن المرء وكأنها فعلا أسرة متلاحمة تتقاسم نفس الظروف والأحوال، و لكن الحقيقة غير ذلك. فحتى عندما يأتي أي مدير أو إداري أو إطار، أول ما يقوم به هو النفخ في مداخيل أصحاب الرتب العليا، و ذلك في محاولة لوضع حد بين من يوجدون في الحضيض و من يسيرونهم بالوكالة. فقد تم تسجيل نوع من التعاطف والتآزر بين عدد من الأطر العليا ومن هم أقل رتبة. فكان لا بد من قطع حبل الوصال.
في الأخير و بعد أن عرفنا بأنفسنا و بهذا الموقع المتواضع و تكلمنا عن أهدافنا التي من أهمها الحصول على حقوقنا كمستخدمين في قطاع القروض الصغرى والتمويلات الأصغر أولا وكمواطنين ثانيا، وتقليص الفوارق بين القمة والقاعدة في مجال الأجور والمكافآت، وإعادة هيكلة القطاع بأكمله تماشيا مع أهدافه النبيلة التي من اجله تـأسست أصلا هذه الجمعيات، ندعو مرة أخرى الجميع لكي ينخرط معنا في التعريف بهذا الموقع بكل الوسائل و خاصة عن طريق بعث رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال أو البريد الإلكتروني.
طبعا هناك من سيغضب من إطلاق هذا الموقع، و كل ما يمكن أن نقوله لهؤلاء هو أن لا يغضبوا، لأنهم كمسؤولين و متحكمين في ميزانية الإدارة، لم يتمكنوا لحد الآن من إقناع القاعدة الواسعة من المستخدمين بتسييرهم العشوائي والغير المنظم لان هدفهم الأول هو تحقيق الربح السريع، حيث أن هؤلاء يحبون مصلحتهم أكثر ويكونون أكثر ابتكارا، كلما تعلق الأمر بأشياء تمكنهم من الحصول على المال لنفخ أرصدتهم. حقيقة لا يملكون سوى تلك الأرصدة.
وهذه مناسبة نغتنمها لتوجيه التحية لكل المستخدمين الأوفياء الذين بقيت أيديهم نظيفة ولم يلوثوها لا باختلاس وتزوير ولا بامتصاص عرق الزبناء. إنهم معروفون لدى كل مستخدمي القطاع وسيتم تعريفهم لدى الزبناء والمواطنين.
لا يكفي أن تسبوا و تشتموا و تعبروا عن تذمركم و إحباطكم. نحن نفتح لكم الآن إمكانية التحرك في اتجاه آخر، إلى أن نفرض أنفسنا و ننال حقوقنا. و الجدير بالإشارة إلى أن هذا الموقع لا نريده أن يكون مجرد فضاء افتراضي لتفريغ الغضب، و لكن نرمي إلى أن يكون ساحة للنقد البناء وفضح المتلاعبين والمفسدين، وطرح الاقتراحات والحلول، إلى أن نخرج بدراسة يمكن أن تساهم في بلورة رؤيا واضحة يمكن من خلالها وضع أسس جديدة لقطاع القروض الصغرى ببلادنا.
يمكنكم إذن المشاركة في هذا الموقع عن طريق التسجيل ليصلك الجديد من المقالات والمواضيع، ويمكن أن تكون فاعلا ومؤثرا بمقالتك ومواضيعك وتعليقاتك.
ويمكنك التسجيل عن طريق البريد الالكتروني والايميل بأي اسم تشاء والذي تعبر عن شخصيتك، لا يهمنا من تكون بقدر ما يهمنا رأيك واقتراحاتك ومدى تأثيرك على ساحة هذا الموقع.
كل ما نطلبه منكم هو اجتناب كلمات لا أخلاقية وعدم السب والقذف ولا يسمح كذلك بأي اهانة للأشخاص، وندعو إلى النقد البناء وفضح المسؤولين بطرح الأدلة والمشاركة الفعالة...الخ
لجميع المعلومات المرجو توجيه الرسائل الإلكترونية لهذا العنوان:
microfona@ymail.com
microfaaa@gmail.com